💙حكي عن الأصمعي أنه قال:كنت أسير في بادية الحجاز إذ مررت بحجر عليه هذا البيت:
يامعشر العشاق بالله خبروا
اذاحل عشق بالفتى ماذا يصنع
فكتب الأصمعي تحت ذلك البيت:
يداري هواه ثم يكتم سره
ويخشع في كل الأمور ويخضع
ثم عاد في اليوم التالي إلى المكان نفسه فوجد تحت البيت الذي كتبه هذا البيت:
وكيف يداري والهوى قاتل الفتى
وفي كل يوم قلبه يتقطع
فكتب الأصمعي تحت ذلك البيت:
إذا لم يجد صبرا لكتمان سره
فليس له شيء سوى الموت ينفع
قال الأصمعي فعدت في اليوم الثالث إلى الصخرة فوجدت شابا ملقى وقد فارق الحياة وقد كتب في رقعة من الجلد هذين البيتين:
سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا
سلامي إلى من كان للوصل يمنع
هنيئا لأرباب النعيم نعيمهم
وللعاشق المسكين مايتجرع
💙الأغلال الناعمة💙 "نحتاج أحيانا لرحلات قصيرة دون أن نفارق مكاننا الذي نعيش فيه،بلا أمتعة ندسها في حقيبة نحملها،وحيث لانبحث فيها عن تذكرة سفر،قفزة عالية،وأجنحة ملائكية،وتحليق إلى سماء يتوسطها بصيص هلال،لانجم حوله ينافسه،ولاسحب تحجب روعته.. حيث نبني قصورا وتسكنها أرواحنا الحائرة بحثا عن رائحة السعادة وبصيص الأمل. نحلق فوق مجاميع الأشجار الباسقة التي داعبتها الشمس وكستها بألوان زاهية،وربما تلاطفنا زخات المطر،لحظات قصيرة حلاوتها خاطفة،كحلاوة السكر عندما يذوب غزل البنات على الشفاة الرطبة،ثم يتدحرج مع سيول أحلامنا،فيلطمنا الواقع فجأة لنفيق من إغماءاتنا المتكررة ونضطر إلي الهبوط مرة أخرى لنعود إلى الوطن فينا لتستكين أرواحنا المضطربة في صدورنا،وتبرد حرارة الرجاء،ووهج التمني ببرد اليقين،ولطف ماء الوضوء،ثم سجدة تحتوينا لنقف من جديد،ونرتل القرآن بشفتين أذابهما الذكر ونحلهما التسبيح".
تعليقات
إرسال تعليق